عندما يموت الضمير
يستأنس الجلآد ويتراقص على أصوات أنين المجلود تلك هي لحظة إنعدآم مفرط في أحاسيسه فلآمجال لمقاومتها
أو التنحي عنها فقد بات منظرا تحلو في عينه رؤية كلما هو محزن على من سقط تحت يديه ,,,
عندما يموت الضمير
يجد العاق لوالديه نفسه في أفضل شعور ويتباهى بكل أفعاله ويشعل شموع الفرح ويمشي بخيلآء فهو الذي يتربع
على قمة الفضيلة فهو يعتبر نفسه رفيع الدرجة في الرقي والتعامل الحسن فالوالدان يستحقان هذا وأكثر من ذلك ,,
عندما يموت الضمير
أزواج يرتدون جلباب المثالية فظواهرهم لاتدل على بواطنهم ينظرون ويتعاملون مع زوجاتهم بقلوب خوالي من المحبة
وبإبتساماتهم تسطر عناوين التخلف معتقدين أن الزوجة تحكمها إبتسامة أوهي بحاجتها فالقلب مغلف بحواجز ليس للزوجة
الحق في تجاوزها فيكفيها أن ترى أسناني من إبتسامتي !!
عندما يموت الضمير
تكون الكلمة أهون على قائلها من أي شيء يراه فلآيعيرها إهتمامها التي تستحق ولايقيم لها وزناً فتجده يرمي بها في
مزالق تهوي بها ويهوي معها فقلما تراه يحفظ لسانه عن كل ماهو بذيء فالكلمة تود أن تصرخ وتناشد فك أسرها وتقول
دعني وأطلق سراحي فلآمكان لي ولاوجود !
عندما يموت الضمير
يصبح المعاق في عزلة عن الجميع وينعدم لديه إحساس الإنتماء وينظر إليه كعنصر شاذ عن المجتمع ويتم التعامل معه
بمنتهى التعالي والفوقية ويوضع في إطار بعيد لأنه مركب نقص في عيون الآخرين وكماينظر هؤلاء له يضعونه في
آخر الصف كتصنيف متبع لديهم وأسلوب يعتاد عليه من ماتت ضمائرهم !!!
عندما يموت الضمير
تنعكس الرؤى لديهم وتنعدم الثوابت وتتقهقر المباديء فكل يرى الصورة بنظرة عشوائية لاتعترف بأسس التقييم فلاجدوى
من النقاش معهم ولاطريقة جميلة للوصول لقناعات العقلاء فإنعكآس المألوف يصادر تبعآت المألوف بمفهوم غريب لايصل
لمستوى ذوي الألبآب وكمايقولون كل يغني على ليلآه !!
فالزمان يمضي والعقول تتخبط والمفاهيم تنقسم وتجادل فيفلح من عقل ويخسر من جهل !!