عدد المساهمات : 626 تاريخ التسجيل : 06/09/2009 العمر : 27
موضوع: أسرار الأعماق►جزر الفيرجين الأمريكية|[ وثَـٌائَـٌقَـٌيَ]¦ الجمعة مارس 12, 2010 5:16 am
والصلاة و السلام على سيدنا و نبينا و حبيبنا و شفيعنا و إمامنا و مولانا محمد عليه أزكى الصلاة و أبهى السلام
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبإذن الله سنصحبكم في زيارة إلى جزر الفيرجين الأمريكية، حيث سنزور بإذنه أهم ثلاث جزر فيها " سالتوماس "، " سان كورواه "، " وسان جون "، وسنشاهد معاً حطام السفينة الغارقة " ميجر جينيرال رودجراس " ونتعرف على كيفية ممارسة نوع جديد من الغوص، ثم نقوم معاً بجولة للجزر الثلاث. تقع جزير الفيرجين على مسافة ألف ميل إلى الجنوب الشرقي من ميامي، وتتوسط المسافة بيي بورتريكو وجزر لي وول وفي عام 1493 اكتشف كريستوفر كولومبس وخلال رحلته الثانية مجموعة الجزر هذه، وأطل عليها اسم الأحد عشر ألف عذراء، نسبة إلى أسطورة قديمة، جزر الفيرجين تم تقسيمها إلى مجموعتين حيث تخضع المجموعة الشرقية للسيادة البريطانية، وقامت الولايات المتحدة بشراء مجموعة الجزر الغربية من هولندا عام 1917 وفي عام 1672 أقامت شركة " ويست انديا " الهولندية مستوطنة دائمة في هذه الجزر، وتحولت الجزر إلى أهم مناطق إنتاج السكر، اليوم تحولت هذه الجزر إلى مناطق جذب للسياح حيث أصبحت من أشهر الجزر في البحر الكاريبي، وإذا كانت جزر الكاريبي جرداء ومسطحة فإن جزر فيرجين تمتاز بالطبيعة الخضراء والجبال الشاهقة وتضم هذه الجزر الكثير من الشواطيء ذات الغابات المطيرة، والرمال البيضاء الناعمة، وتتشابه الطبيعة الجبلية والسهلية مع الطبيعة تحت الماء، الأمر الذي جعلها تشتهر بمواقعها المناسبة للغوص، ويساعد على ذلك مياهها الدافئة طيلة الوقت حتى في الشتاء، وبسبب عدم وجود مسافات شاسعة تفضل بين هذه الجزر إتصفت حركة المياه بينها بالهدوء، حتى في ظروف الطقس المتقلب. ويأتي الغواصون إلى هذه الجزر للاستمتاع بشعابها المرجانية وحطام السفن الغارقة كما أن تحويلها إلى محمية بحرية منحها طابعاً خاصاً، وتتوفر الحياة السمكية بكثرة هنا حيث تعيش أنواع عديدة منها في مياه هذه الجزر، وتمتاز الشعب المرجانية بتعدد ألوانها، وتضم هذه المياه العديد من السفن الغارقة، والتي أُغرق بعضها لتشكيل سلسلة تشبه السلاسل الصخرية إضافة إلى تلك التي غرقت نتيجة تعرضها للعواصف، وتلائم هذه الجزر بتنوعها الطبيعي والإحيائي أذواق الكثير من الغواصين. ******** وننتقل إلى جزيرة " سان توماس " التي تمتاز بكونها عنصر جذب كبير للسياح، والذين يقدر عددهم سنوياً بمليون سائح، ورغم إنها اصطبغت بالطابع التجاري بشكل أكثر وضوحاً من جزيرتي " سان جون "، و " سان كوروان " إلا أنها حافظت إلى حد كبير على أبنيتها الدانماركية القديمة، وتعتبر مدينة شارلوت أمالي التي تقع في هذه الجزيرة من أجمل المدن في المنطقة الكاربية، وتضم هذه الجزيرة العديد من المواني الشهيرة والحيوية وتستقبل بكثافة السفن والزوارق التي تتواجد بكثافة، ويتواجد يومياً من أربع على خمس سفن فاخرة تقل السياح إلى الميناء وقد أدى اقتراب الجزر من بعضها إلى تحويل هذه الجزيرة إلى نقطة توقف للعديد من السفن في البحر الكاريبي، وقد ساعدت الرياح الضعيفة إلى لجوء السفن الصغيرة إلى جزر " فيرجين " وتمتاز هذه الجزيرة بتاريخها الحافل، وتراثها الذي يتجسد في مخازن السكر القديمة، إن نظرة إلى هذه الأبنية الاثرية يدل على مدى ما كان للجزيرة من نضارة وحيوية. وتنتشر زراعة قصب السكر التي تساهم في العديد من الصناعات، وهناك العديد من الآثار التي تدل على رواج تجارة السكر في الماضي البعيد حيث تم الحفاظ على بعض الأماكن والآثار، ويمكن القول أن المدن الرئيسة في جزيرتي " سان دوماس " و" سان كوروان " تحولت إلى متاحف للعمارة الأوروبية، فقد صمدت الحجارة المشيدة من المباني القوية لكل العوامل، ويعود بعضها لأزمان كانت تجارة العبيد هناك رائجة، وترفرف فوق هذه الجزر أعلام أسبانيا وفرنسا وانجلترا وهولندا والدنمارك والولايات المتحدة. وتضم جزر الفيرجين العديد من وسائل جذب السياح إليها، فجزيرة سان توماس تضم العديد من المحال التجارية والمطاعم إضافة إلى الشواطيء والمنتجعات السياحية، في جزيرة سان توماس يحيط بمدينة شارلوت أمالي الكثير من المناطق الخضراء الجبلية وتطل قمتان على سان توماس، مما يجعلها منطقة جميلة للناظرين، وقد ساعد هذا على تحول الجزر إلى مناطق سياحية لا مثيل لها، سنغوص بإذن الله إلى السفينة الغارقة " ميجر جينيرال رودجروس " ويعتبر موقع السفينة الغارقة هذه من أجمل مواقع الغوص في المنطقة، وقد أُغرقت هذه السفينة عمداً عام ألف وتسعمائة واثنين وسبعين لتكوين سلسلة صخرية اصطناعية، وعلى مدى الأيم اكتست السفينة بطبقات من المرجان والإسفنج. يبلغ طول هذه السفينة والتي كانت تابعة لحرس السواحل، نحواً من مئة وعشرين قدماً، وترقد الآن على عمق ستين قدماً في موقع بعيد عن التيارات المائية، وقد انتقل العديد من الأسماك إلى موقع السفينة ومن أهمها سمك الناخر الاستوائي، وهو شبيه بسمك النهاش إلا أنه أصغر منه حجماً، ويمتاز هذا الموقع بجماله وهدوء مياهه، ويتواجد هنا سلسلة غذائية كاملة حولت السفينة إلى مكان تتكاثر الأسماك فيه حيث أصبحت كالفندق السمكي، وعلى بعد مسافة قصيرة تتواجد سلسلتان صغيرتان من الشعب المرجانية تمتلئان بالأسماك والأحياء البحرية بسبب عدم السماح بالصيد في الموقع، وينتشر في مياه الجزر الأسفنج الضخم ذا الأشكال المختلفة خاصة قرب مواقع الغوص، ويعتبر الأسفنج من الحيوانات متعددة الخلايا، حيث يمر الماء خلاله ليسمح بمرور الغذاء والأوكسجين، وهناك أنواع متعددة من المرجان الصلب المنتشرة على طول السلاسل الصخرية للجزر، وتحيط بها مواقع غوص عديدة حولتها إلى ما يشبه المحميات البحرية.